کد مطلب:167920 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:213

خطة اغتیال ابن زیاد فی بیت هانیء
قال ابن الاثیر: (ومرض هانی بن عروة..، فأتاه عبیداللّه یعوده، فقال له عمارة بن عبدالسلولی: إنّما جماعتنا وكیدنا قتل هذا الطاغیة، وقد أمكنك اللّه فاقتله. فقال هانیء: ما أحبُّ أن یُقتل فی داری!

وجاء ابن زیاد فجلس عنده ثمّ خرج.

فما مكث إلاّ جمعة حتی مرض شریك بن الاعور، وكان قد نزل علی هانیء وكان كریماً علی ابن زیاد وغیره من الامراء، وكان شدید التشیّع، وقد شهد، [1] .


صفّین مع عمّار، فأرسل إلیه عبیداللّه: إنی رائح إلیك العشیّة. فقال لمسلم: إنّ هذا الفاجر عائدی العشیّة، فإذا جلس أخرج إلیه فاقتله، ثم اقعد فی القصر، لیس أحدٌ یحول بینك وبینه، فإنْ برئت من وجعی سرتُ الی البصرة حتّی أكفیك أمرها.

فلمّا كان من العشیّ أتاه عبیداللّه، فقام مسلم لیدخل، فقال ل شریك: لایفوتنّك إذا جلس! فقال هانیء بن عروة: لاأُحبُّ أنْ یُقتل فی داری!.

فجاء عبیداللّه فجلس وسأل شریكاً عن مرضه فأطال، فلمّا رأی شریكٌ أنّ مسلماً لایخرج خشی أن یفوته، فأخذ یقول:

ما تنظرون بسلمی لاتُحیّوها، اسقونیها وإنْ كانت بها نفسی! [2] .

فقال ذلك مرتین أو ثلاثاً، فقال عبیداللّه: ما شأنه، ترونه یخلط!؟ فقال له هانیء: نعم، ما زال هذا دأبه قبیل الصبح حتی ساعته هذه!

فانصرف، وقیل: إنّ شریكاً لمّا قال: اسقونیها، وخلط كلامه، فطن به مهران [3] فغمز عبیداللّه فوثب، فقال له شریك: أ یّها الامیر، إنّی أرید أن أوصی إلیك! فقال: أعود إلیك.


فقال له مهران: إنّه أراد قتلك! فقال: وكیف مع إكرامی له!؟ وفی بیت هانیء، ویدُ أبی عنده!؟ [4] فقال له مهران: هو ماقلت لك.

فلمّا قام ابن زیاد خرج مسلم بن عقیل، فقال له شریك: ما منعك من قتله!؟ قال: خصلتان، أمّا إحداهما فكراهیة هانیء أن یُقتل فی منزله، وأمّا الاخری فحدیث حدّثه علیُّ عن النبیّ (ص) أنّ الایمان قید الفتك، فلایفتك مؤمن بمؤمن!

فقال له هانیء: لو قتلته لقتلت فاسقاً فاجراً كافراً غادراً!

ولبث شریك بعد ذلك ثلاثاً ثمّ مات، [5] فصلّی علیه عبیداللّه!.). [6] .


[1] كان شريك قد قدم من البصرة مع عبيداللّه بن زياد ونزل دار هاني بن عروة (مثير الاحزان: 31)، أو دعاه هانيء ليأتي منزله، قال الدينوري: (فانطلق هاني إليه حتّي أتي به منزله، وأنزله مع مسلم بن عقيل في الحجرة التي كان فيها (الاخبار الطوال: 233)، وكان يحثُّ هانئاً علي القيام بأمر مسلم (نفس المصدر).

[2] روي أبوالفرج الاصبهاني: أنّ شريكاً أنشاء يقول:

ما الانتظار بسلمي أن تحيّوهاحيّوا سليمي وحيّوا من يُحييها

كأس المنيّة بالتعجيل فاسقوها

للّه أبوك! إسقنيها وإنْ كانت فيها نفسي. قال ذلك مرتين أو ثلاثة) (مقاتل الطالبين: 65؛ موسسة دار الكتاب للطباعة والنشر قم).

[3] مهران: مولي ابن زياد ومقرّب إليه ومعتمد عنده.

[4] ويدُ أبي عنده: أي أنّ لزياد فضلاً علي هانيء وإحساناً عنده.

[5] وبلغ عبيداللّه بعدما قتل مسلماً وهانئاً أنّ ذلك الذي كنتَ سمعت من شريك في مرضه إنّما كان يحرّض مسلماً ويأمره بالخروج إليك ليقتلك، فقال عبيداللّه: واللّه، لااصلّي علي جنازة رجل من أهل العراق أبداً، وواللّه لولاأنّ قبر زياد فيهم لنبشتُ شريكاً) (تأريخ الطبري، 3:282).

[6] الكامل في التأريخ، 3:390 وانظر: تجارب الامم، 4:44 وتأريخ الطبري، 3:282 بتفاوت يسير، وفيه: (فقال هانيء: أما واللّه، لو قتلته لقتلت فاسقاً فاجراً كافراً غادراً، ولكنْ كرهتُ أنْ يُقتل في داري!) وفيه ايضاً: (إنّ الايمان قيد الفتك ولايفتك مؤمن) وليس فيه إضافة (بمؤمن) التي أوردها ابن الاثير!.